لعل
البريد
الالكتروني
هو أكثر
وسائل الاتصال
الحديثة انتشاراً
وفاعلية في
عالمنا
الحالي، ومع
ذلك لا نكاد
نعلم شيئاً
عن مولده
وتطوره، وعن
المبتكر
الفذ الذي
قدم للبشرية
هذه الوسيلة
الرائعة.
ثلاث من
وسائل الاتصال
غيرت أساليب
التخاطب
والاتصال
بين بني
البشر في
أرجاء
المعمورة
كافة، وصارت تواريخ
ابتكارها
نقاطاً
مضيئة في
تاريخ
البشرية الحديث،
وبات
مخترعوها من
المشاهير الذين
لولاهم، لما
بدت الدنيا
كما هي اليوم.
في
الرابع
والعشرين من
مايو 1844 أرسل
صامويل ب.
مورس، مخترع
التلغراف،
برقية كتب
فيها: "ماذا
خلق الله!". لم يكن
مورس يعلم
أنه بإرساله
تلك البرقية
إنما كان
يصنع
التاريخ،
ولكنه كان كذلك
في
واقع
الأمر، فقد
كانت تلك أول
برقية ترسل
في التاريخ،
ومنذ ذلك
اليوم ومورس
واحد من عظماء
العالم في
مجال
الاختراعات
العلمية.
وفي
العاشر من
مارس 1876، اتصل ألكسندر
جراهام بل،
مخترع
الهاتف،
بأحد
مساعديه قائلاً:
"سيد واتسون ...
تعال، أريدك
هنا". وذعر
واتسون الذي
كان يستمع
الى صوت
يفترض في
حسابات
المنطق
والمعروف آنذاك
أنه آت من
مكان بعيد لا
يمكن للصوت
أن يصل خلاله
لا
بمعجزة
وكانت تلك
معجزة حقاً. فقد
كان واتسون
يستمع إلى
أول مكالمة
هاتفية في
التاريخ.
واليوم، لا
يكاد يوجد من
لا يعرف من هو
ألكسندر
جراهام بل؟
فحتى تلاميذ
المدارس
الصغار يعرفون
أنه مخترع
الهاتف.
وفي
العام 1895 أرسل
الايطالي جولييلمو
ماركوني، صوته عبر
الهواء
مدشناً أحد
أعظم
مخترعات عصرنا،
وأعني به
الاتصال
اللاسلكي،
وعلى
الرغم
من أنه حرم من
تسجيل
كلماته
الأولى عبر
اختراعه،
فإن ماركوني
نال ما لم
ينله
سابقاه،
جراهام بل
ومورس من
شهرة
وتقدير، فقد
كرم ماركوني
بحصوله على
جائزة نوبل للفيزياء
عام 1909.
لقد
غيرت وسائل
الاتصال هذه
وجه العالم
وحفرت أسماء مخترعيها
عميقاً في
سجل
التاريخ،
فمن يمكنه تصور
الحياة
الحديثة من
دون وسائل الاتصال
التي قدمها
هؤلاء
الثلاثة
للبشرية؟
لكن
الاختراعات
في مجال الاتصالات
لم تتوقف عند
هؤلاء
المخترعين
الثلاثة،
فقد جاء
اختراع رابع
ليمثل ذروة الاتصالات
بين بني
البشر في
عالم اليوم،
وأعني بذلك
البريد
الالكتروني
الذي دخل حيز الوجود
في سبعينيات
القرن
الماضي،
والذي أصبح
الاتصال
عبره عنوان
الحداثة في
عالمنا المعاصر.
لقد
كان كل من هذه
الاختراعات
ثورة في عالم
الاتصال،
وصنع كل منها لمخترعه
مجداً
يستحقه
وخلده في كتب
التاريخ،
إلا رابع
هؤلاء
المخترعين
الذي جحده اختراعه
وتفوق عليه
شهرة،
واضعاً إياه
في الظل، ففي
حين حاز
المخترعون
الثلاثة الأوائل
شهرة مدوية
وكتبت
أسماؤهم في
سجل الخلود،
ما زال مخترع
البريد
الالكتروني وواضع
أسسه
مجهولاً
يقبع في الظل.
كما بقيت مجهولة
للأكثرية من
مستخدمي
الانترنت، الطريقة
التي اخترع
بها وسيلته
الاتصالية الحديثة.
فمن سمع عن
براي توملينسون؟
إنه
مخترع
البريد
الالكتروني
الذي يعيش
حياة عادية
موظفاً في
شركة
أمريكية منذ
أكثر من خمسة
وثلاثين
عاماً. دون
أدنى محاولة
لتعريف العالم
بأنه أحد
رجال
التاريخ، فتوملينسون
فخور بما
اخترعه،
وهذا يكفيه.
مِن توملينسون
وإليه
في شهر يوليو
من العام 1982
أرسل راي توملينسون
أول رسالة
الكترونية
في التاريخ.
وقد وصلت الرسالة
إلى العنوان
الذي أُرسلت
إليه على الفور،
فقد أرسلها
راي لنفسه.
ولا يذكر توملينسون
ما كانت
تحتويه
الرسالة
بالضبط، كل
ما يذكره أنها
كانت
تجميعاً لعدد
من
الأحرف
التي كتبت في
صورة
عشوائية
مكونة كلمة "QWERTYIOP"، أو شيء من
هذا القبيل.
تخرج راي توملينسون
في العام 1965 في
معهد
ماساشوستس
للتكنولوجيا،
وهو واحد من أشهر
المراكز
العلمية في
العالم،
وعمل بعد ذلك
ضمن فريق
شركة "بي بي
أن" في ولاية ماساشوستس
الأمريكية.
ومنذ ذلك
التاريخ والأحداث
تبدو وكأنه
ارتبت نفسها
بحيث
تقوده
إلى إحدى
المصادفات
التاريخية
الاستثنائية.
وهذا ما حدث
حقاً، إذ
قادت هذه المصادفات
توملينسون
نحو اختراعه
الذي لم يكن
مطلقاً ضمن
جدول أعماله،
وذلك بعكس بقية
اختراعاته،
التي كانت
تخضع
للدراسات
المسبقة،
وكان يقوم
بها إما عن
سابق
إصرار،
أو بطلب من
الشركة التي
يعمل لديها.
اختارت
وزارة
الدفاع
الأمريكية شركة
"بي بي أن"
التي يعمل
فيها توملينسون،
لتقوم ببناء
"أربانت" –
ARPANET – وهي الأحرف
التي ترمز
الى الشبكة
التي تربط
المعاهد
العلمية
والجامعات
في الولايات المتحدة
الأمريكية
بعضها
بعضاً،
وتجعلها على
اتصال فيما
بينها فقط.
وذلك على
غرار
الشبكات
المحلية
التي تربط
بين أجهزة
الكمبيوتر
في مؤسسة
واحدة
حالياً.
واليوم يطلق على
تلك الشبكات
المحلية
الأولى اسم
"جدة الانترنت".
فقد كانت تلك
هي الشكل الأول أو
التجربة
الأولى على
ما أصبح يعرف
اليوم بشبكة
الإنترنت،
فشبكة اليوم
هي ابنة "جدة
الانترنت"
الشرعية.
شارك
توملينسون
في تصميم تلك
الشبكة
ببرنامج
بسيط
لكتابة
الرسائل
يدعى SNDMSG
وذلك
لكي يتمكن
العاملون
عبر شبكة "أربانت"
من أن
يتركوا
من خلاله
رسائل لبعضهم
البعض الآخر.
وهذا
البرنامج لا
يرقى الى مستوى
البريد الالكتروني
الحالي
بطبيعة
الحال،
ولكنه كان
خطوة مهمة
على الطريق
إليه. وأهمية
هذا
البرنامج
أنه يصنع
ملفاً توضع
فيه
الرسالة، وهو
ما يعني أنه
لا يستعمل
إلا بين شخصين أو
أكثر
يشتركون في
جهاز كمبيوتر
واحد. من تلك
الأجهزة
التي كانت
متوافرة في المعاهد
والجامعات
المشتركة
بشبكة آربانت،
فالكمبيوترات
الشخصية لم
تكن قد ظهرت بعد.
حيث كان عليه
أن ينتظر حتى
عام 1981 لتظهر
محدثة
التحول
الأكبر في
عالم
التكنولوجيا
الحديثة
التي تسيطر
على عالمنا
اليوم.
يقول
توملينسون
"لم يكن صندوق
البريد إلا
ملفاً يكتب
فيه
المستخدم رسالته،
ولا يمكن
للقارئ
إعادة
الكتابة عليه أو
تحريره،
يمكنه
قراءته فقط".
وكما ذكرنا،
فقد كان
الهدف ترك
الرسائل من الشخص
الذي انتهى
عمله على
الجهاز
للشخص الذي
سيتولى أمره
من بعده، من
دون الحاجة للقاء.
في هذه
الأثناء كان توملينسون
قد صمم
برنامجاً
آخر يدعى "سيبنت"
– يسمح بنقل الملفات
من جهاز
كمبيوتر الى
أخر على أن
يكون الجهازان
مرتبطين
بشبكة أربانت.
"إن
لم تجد
رابطاً ما
بين هذين
البرنامجين
فأنت لست
مخترعاً".
مثل هذه العقلية
الفذة التي
تربط بين
المخترعات
المختلفة
كانت
متوافرة عند توملينسون،
وهي
التي
جعلته يفكر
بالبريد
الإلكتروني.
"الأمر واضح:
إنها مسألة
تقارب
فكرتين معاً". فهناك
برنامج S NDMSG وهو
برنامج
لكتابة
الرسائل على
الكمبيوتر نفسه،
وبرنامج CYPNET وهو
برنامج ينقل
الملفات من
كمبيوتر الى
آخر. إذن لماذا
لا يصبح كلا البرنامجين
برنامجاً
واحداً،
برنامجاً ينقل
الرسائل
إلكترونياً
من جهاز
كمبيوتر الى آخر؟
في هذه
اللحظة ولد
البريد
الالكتروني،
في ذهن توملينسون
أولاً. ولم
يحتج الأمر إلا
الى "إضافة
الحلقة
الناقصة"،
كما يقول توملينسون.
والحلقة
الناقصة
كانت
دمج
برنامج CYPNET الذي
ينقل
الملفات،
ببرنامج SNDMSG الذي
يكتب
الرسالة،
وكان نتاج هذا
الاندماج
البريد
الالكتروني.
اشارة
@ تبعث من
العدم
أتاح هذا الابتكار
الفرصة
للجميع
لاستخدام
البريد الإلكتروني،
ولكن
المشكلة أن
الرسالة
كانت
حتى
ذلك الوقت لا
تحمل أي دليل
على مكان
مرسلها.
وكانت هذه
المشكلة هي التي
أرقت
توملينسون،
فشبكة "أربانت"
موزعة على 15
جهازاً في
أماكن
متفرقة من
الولايات المتحدة،
منها ما هو
موجود في
ماساشوستس،
حيث مقر شركة
"بي بي إن"
التي يعمل
فيها
توملينسون،
هذا التشتت
هو الذي جعل توملينسون
يفكر في
ابتكار رمز
يوضع بين اسم المرسل
والموقع
الذي يفترض
أن ترسل منه
الرسالة.
"تأملت لوحة
المفاتيح.
حاولت العثور
على رمز لا
يستعمله
الأشخاص
عادة ضمن أسمائهم،
لم أرد أن
يكون هذا
الرمز رقماً.
فكان الرمز @
هو ما اخترته
من الرموز الموجودة
على لوحة
المفاتيح.
إنه حرف الجر
الوحيد
الموجود على
اللوحة".
وبالطبع فإن
هذا الرمز
الذي وقع
اختيار توملينسون عليه
يُقرأ على
أنه حرف الجر "
at" باللغة
الانجليزية
والذي يشير
إلى المكان الذي تنطلق
منه الرسالة.
لم
يتوقع توملينسون
أبداً أن
يكون لهذا
الرمز الذي اختاره
الأثر الذي
يبدو عليه
الآن، حيث
بات حرفاً
قائماً
بذاته، يستخدم
ضمن أسماء الشركات
وعلى
اللوحات
الإعلانية،
مثل أي حرف
آخر. "لقد
استغرق
الأمر ما بين 20
و40
ثانية
للتفكير". ما
كان يقصده توملينسون
هو أن يوضح
المرسل مكان
وجوده عند
إرسال الرسالة،
وليس أكثر. أي
أنه يضع
الرمز بين اسمه
ومكان
وجوده،
فيتضمن
العنوان اسم المرسل
ومكان وجوده.
بعد
هذا
الاختيار أرسل
توملينسون
أول رسالة
الكترونية لنفسه،
من جهاز
كمبيوتر الى
جهاز آخر،
وكان الجهازان
بطبيعة
الحال
مرتبطين
بشبكة "أربانت"
وكانا
موجودين في
مقر شركة "بي
بي إن" التي يعمل
فيها توملينسون
في
ماساشوستس.
كانت
الرسالة كما
ذكرنا
تجميعاً لأحرف
تشكل معاً
كلمة QWERTYIOP أو
شيء
من
هذا القبيل،
وهي كلمة لا
تعني شيئاً.
لم
ينشر توملينسون
اختراعه على الملأ
فوراً، وطلب
من مساعده بريتشفيل
ألا يخبر
أحداً عن
الموضوع،
فلم يطلب منه
أحد
مثلاً
هذا
الاختراع.
لكن قلق توملينسون
سرعان ما زال
عندما أخبره
زميل ثالث
يدعى
لاري
روبرتس أنه
سيستخدم
اختراعه.
وخلال فترة
وجيزة بات
اختراع تولمينسون
وسيلة اتصاله
المثلى
بالزملاء
الآخرين
واتصالهم ببعضهم
البعض
الآخر، ولم
يمض الكثير
من
الوقت
حتى اكتسح
اختراع توملينسون
الجديد مستخدمي
"أربانت"،
وجلهم من
المحاضرين
في
الجامعات
الأمريكية،
وأظهرت
الدراسات
التي أجريت
في تلك
الفترة أن 75 في
المائة من الاتصالات
في شركة "أربانت"
كانت تتم
باستخدام
البريد
الالكتروني
الجديد. الذي
يرى
توملينسون
أن أهم ما فيه
هو أن
استخدامه لا
يشترط وجود أي
من مرسل
الرسالة أو مستقبلها،
كما هو الحال
في اختراع
الهاتف مثلاً.
لا
يزال راي توملينسون يعمل
في الشركة
ذاتها، "بي
بي إن"، التي
ابتاعتها في
العام
الماضي شركة
"جي تي إي" وضمتها
الى
مجموعتها.
وينصب عمل توملينسون
الآن على
تطوير
برمجيات
التجارة الإلكترونية،
لجعلها أكثر
أمناً، وعلى
رغم أنه غيّر
باختراعه العالم،
فإنه لم يتغير،
بل إن ذلك لم
يزده إلا
تواضعاً،
فمكتبه في كيمبردج
في ولاية
ماساشوستس،
لا
يثير
الاهتمام
أبداً. ولم
تجعله فكرة
ثراء بعضهم
بالاعتماد
على اختراعه
هو نادماً على
شيء. يقول وهو
يضحك "عادة
ما ينتهي الابتكار
بمكافأة. لكن
هذا
الابتكار
كان
استثناء".
واختفت
"أربانت"
وظهرت شبكة
جديدة الى
حيز الوجود،
هي شبكة الإنترنت،
وأصبح مئات
الملايين
حول العالم يستخدمون
البريد
الالكتروني
ويعرفون الرمز @ حق
المعرفة.
ولم
يبق من أصل
البريد
الالكتروني
الذي ابتكره توملينسون
إلا المبادئ
الأساسية.
فاستخدام
البريد الالكتروني
ضمن شبكة
يشغلها الآلاف
لا يقارن
أبداً
بالبريد
الالكتروني الذي
ينتقل ضمن
شبكة تضم
مئات
الملايين من
المستخدمين.
الفرق
بين
الإنترنت وأربانت،
ربما كان
السبب في
ضياع حق راي توملينسون،
بالشهرة على
الأقل. فــ
"جدة
الانترنت" "أربانت"،
شبكة محلية،
وبذلك فهي ليست
مجالاً
رحباً يمكن
للجميع
الاستفادة منه
كما هو الحال
بالنسبة
للإنترنت
لذلك لم ينتشر
ابتكار توملينسون
إلا بين فئة
ضيقة من
مستخدمو
شبكة أربانت
الذين لا
يقارنون أبداً
بأعداد
مستخدمي
شبكة
الانترنت
الذين وصل
عددهم الى
المليار
مستخدم ولعل
هذا
هو
ما جعل توملينسون
لا يقدر مدى
أهمية
اختراع،
يستخدمه عدد
محدود من
الأشخاص.
انتهت
تلك
المرحلة،
وبدأت مرحلة
جديدة، هي مرحلة
الإنترنت،
التي تعني بالإنكليزية
الشبكة
العالمية،
حيث لا مجال لفئة
ضيقة احتكار
استخدامها،
ولأن
توملينسون
لم يسجل
البريد
الإلكتروني
كاختراع
باسمه، ويحصل
بالتالي على
براءة اختراع،
كما فعل
ويفعل
الكثيرون،
بات البريد
الإلكتروني
دون مالك،
وانتشر بين
كل
مستخدمي
الإنترنت،
وذلك بعكس
العدد
المحدود
الذي كان
يستخدم "آربانت"
وبقي البريد الإلكتروني
اختراعاً من
دون مخترع،
يستخدمه
الملايين
حول العالم
من خلال
استخدامهم لشبكة
الإنترنت.
وكما
ساعدت
الانترنت
على انتشار
البريد الالكتروني،
فإنها ساعدت في
المقابل على
ضياع اسم راي توملينسون.
والسرعة
الرهيبة
التي انتشرت
من
خلالها
كوسيلة
اتصال
معلوماتية
حديثة، لم تدع
مجالاً أمام توملينسون
للتفكير في
مدى
أهمية
اختراعه،
الذي فكر فيه
وأحسن
استغلاله
القائمون
على موقع هوت
ميل Hotmail
، التابع
لشركة
مايكروسوفت،
والذين
قدموا البريد
الالكتروني
خدمة مجانية
للمشتركين
في
الشبكة،
مراهنين على
أن هذا
الاختراع هو
اختراع
المستقبل،
ولقد نجحوا
في كسب الرهان.
البريد
الالكتروني
الآن
إن
الطريقة
التي يعمل
بها البريد الالكتروني
بسيطة جداً،
فما عليك إلا
أن تقوم
بكتابة
الرسالة، ثم
عنوان
المرسل اليه،
متضمناً
الرمز @، ثم
تضغط على زر
الإرسال،
بعد ذلك تذهب
رسالتك الى
خادم (سيرفر)
شركتك المزودة
للإنترنت،
الذي يتحقق
من صحة العنوان،
ويقرر
المسار الذي ستسير
به رسالتك
عبر الشبكة
العالمية،
نحو خادم
شركة المرسل
اليه
المزودة
للإنترنت، حيث
تصله في
صندوق
البريد
المخصص
للمستخدمين،
ولقراءة
الرسالة،
يقوم المرسل
اليه، مستقبل
الرسالة،
بفتح صندوق
بريده الالكتروني
ليقرأ
الرسالة من
كمبيوتره
الخاص أو من أي
جهاز آخر
متصل بشبكة
الإنترنت
حول العالم.
الأمر برمته
لا يستغرق
أكثر من 20 ثانية
لوصول
الرسالة
لمتسلمها،
وفي هذا توفير
كبير للوقت
والمال،
ولذا، فإن
البريد الالكتروني
يضع البريد
العادي في
مهب الريح،
حيث تتفوق
إمكانات
البريد
الالكتروني عليه
بدرجات
كبيرة،
وبالإضافة
الى إرسال الرسائل
الكتابية،
يمكنك عبر
البريد الالكتروني
إرسال ملفات
موسيقية أو
برامج أو صور
أو غير ذلك من
الملفات
التي ترسل مع
الرسالة
الالكترونية
في صورة
ملحقاتATTACHMENTS.
والرسالة
الالكترونية كبيرة
الشبه
بالرسالة
الورقية
التقليدية،
فهي تتكون من
مقدمة،
تحتوي على
عناوين المرسل
والمستقبل
وعنوان
الرسالة
ووقت إرسالها،
وجسم يحتوي
على النص
المكتوب. وتماماً
كما يفعل
الشخص
بالرسالة
التقليدية،
فإن عليه
التأكد من
صحة العنوان
، لأنه سيضيع
في حالة كتابته
بطريقة
خاطئة، فإن
كان العنوان
الخاطئ
ملكاً لشخص
آخر، فإنه يصل
إلى هذا
الشخص، وإن
لم يكن
العنوان
المكتوب
بالطريقة
الخطأ يخص
أحداً فإن الرسالة
تعود إلى
العنوان
الذي أُرسلت
منه.
واليوم،
يستخدم
ملايين
الأشخاص حول
العالم
البريد
الالكتروني،
وقلة منهم فقط
تذكر صانعه
راي توملينسون
الذي توصل إلى
اختراعه
مصادفة،
تماماً مثل
عشرات الاختراعات
التي غيرت
وجه
التاريخ،
وهو ما يتضح
من خلال هذا
الاستخدام
الواسع له.
ولا شك في أن
ذلك يؤكد أن
هذا
الابتكار
كان حتمياً،
وأنه لو لم
يوجد، لكان
من الضروري
إيجاده. وأن
كان كل اختراع
على هذه الدرجة
من الأهمية
يذكر ويذكر
معه صاحبه
فإن البريد
الالكتروني
يذكر وكأن
وجوده من طبيعة
الأمور، أما
صاحبه فلا
أحد يكترث له
أو به حتى لو
كان على درجة
من العبقرية مثل
راي توملينسون
الذي لم
يستغرق منه
ابتكار
وسيلة
الاتصال هذه
التي غيرت
وجه التاريخ سوى
30 ثانية.
|